يامدينة الله
كنت اعتقد أننى أن ترتكتك لن ينالنى سوى بعضا من حزن
ولكنى مشيتى صارت عرجاء..احتاج ان ارتكز على نداء بائع على احلامه
أحتاج أن املىء روحى بالضجيج الذى يصنعه الاطفال ساعة العصر في الحارات الضيقة
أحتاج الى ان ارى الحمامات تعود الى اعشاشها راقصة على صفير اصحابها والتلويح بالرايات البيضاء
أحتاج ان يلفحنى خليط الروائح..حلوها ..بلاذعها....قرع الكاسات الزجاجية بالطاولات الرخامية في محلات العصير
الحركات الراقصة لشاب يحاذر ان تنسكب منه القهوة وهو يتحرك بين زبائنه
للقطط الصغيرة التى تتمسح بطرف بنطالى في ابتغاء لاشىء الا الدلال
أحتاج للجنون
للضحك على الارصفة في انتظار حافلة تحملك الى الفراش
للصراخ تحت المطر
للعراك دون أسباب مقنعه سوى انه وسيلة للهدوء
للسماح الاحمق الذى ينتابك حين تسمع احدهم يطلب منك الصلاة على الرسول
للشوارع التى تمسح في صدرها الدموع والخطايا واثر الوضوء
للصلاة التى تنهيها شاكرا لأنك وجدت موطء لك وسط الزحام
للزحام الذى يغمر كل احزان الارض..ولايطمرك
لرحمة الله التى تسكن شوارعك
للحياة يامدينة الله
أحتاج للحياة