... ... ... ...
أعتقد انه لم يعد من الممكن الان أن اتراجع..لانوم لليلة اخرى..ربما كان افضل مافعلته الليلة اننى لم اتمسك بالفراش واقضى ليلتى ساهدة اقلب الوسادات..
أغير مرة اخرى قائمة الموسيقى..أختار مدخلاً مخلتفا للقمر..ربما أنبت بقلبى لحنا يغير طقطقات السواد بروحى..
جال ببالى خاطرا ليلة أمس/اليوم..أننى لو غيرت قليلاً من ألوانى..لصارت الرؤية أوضح..ربما لو عجنت الرمادى بالأحمر..لخرجت الفراشات من صدرى مفعمة بالدفء..ولو مزقت البنى بالأخضر الداكن قليلاً..لصار شعرى الغجرى أكثر رقصاً مما مضى..ربما يزداد طولاً عن حافة كتفى..تلك التى كنت تقبلها قبل كل فراق..
لماذا نفترق أنا وأنت دائما فى كل حكاياتى..تعال أجلس هنا..هنا تماما حيث أعدك أننى سأنسى وجهك بالكلية..فقط أخبرنى لماذا ترحل دائما فى كل الحكايا؟؟..لماذا تزور الشمس نافذتى وأنا وحيدة فى الفراش؟؟..مهما رافقتنى الى الدفء..أو الجنون أيهما أقرب
لماذا أغيب تماماً فى فنجانى أبحث عنك؟؟..أبحث فى غرفتى عن جورب تركته كى ارتقه لك..ربما نسيت ساعتك..فقدت زراً..أسقطت سيجارتك رماداً على حافة النافذة حيث تحب أن تدخن وأنت ترمق المارة..
لماذا أنتهى الى المقاهى وحيدة؟؟..ترسم قوانين انعكاس الضوء وانكساره صورتى على الواجهات وحدى..أعبث بقائمة الطعام وحدى..وانتهى -مع ضحكة قصيرة- بإختيار قهوتى المعتادة وزجاجة ماء..لماذا أدخن وحدى؟؟..واتناول أقراص وردية فى محاولة للسيطرة على قلبى..أطلق النكات ..والملاحظات..وأضحك للأطفال وحدى
لن أسألك إن كنت موجودا من الأساس أم لا..ربما إن تبدت لى الإجابة..سأتنى..
لا أريد أن أعرف سوى..لماذا ترحل..؟؟وتتركنى أرتدى عاداتك..لا أرتدى معطفاً واحداً مرتين بالاسبوع..ولا أنسق لونين من الأزهار فى باقة واحدة..يضايقنى كثيراً اجتماع عقبى سجارتين فى المطفئة الخزفية..ولم أعد أطرق الباب كما كنت أفعل سابقاً...مرتين
صرت مثلك اتجنب الثنائيات..على الرغم من كونها اللغة الوحيدة التى تؤلف موسيقى الشارع..
أخبرنى الآن..أو أترك لى ملحوظة على مرآتى كى اجدها فى الصباح..لماذا ترحل دائما فى حكاياتى؟؟..وهل إذا مزجت الرمادى بالأحمر..ستخرج الفراشات من صدرى...أكثر دفئاً